أبرزها الطماطم والتوت والقرنبيط والأسماك الزيتية
يواجه البشر أزمات صحية تمتد من أمراض القلب إلى ارتفاع الكوليسترول وغيرها من الأمراض، ويعاني الملايين من ظروف تقصر حياتهم، وغالبًا ما ينجم ذلك بسبب خيارات تتعلق بنمط الحياة وطبيعة الطعام. وبالإمكان، عبر خطوات نتبعها، أن نقلل المخاطر وإجراء تغييرات حيوية – قبل فوات الأوان. ولنتعرف على كيفية تقليل خطر الإصابة بالسرطان الذي ليس بالمرض العشوائي كما يعتقد الكثيرون. وفي الواقع، يمكن الوقاية من حوالي 40 % من السرطانات.
فعلى سبيل المثال بات من الواضح أن سبب الإصابة بسرطان الرئة، هو التبغ حيث يعتبر أكبر سبب للمرض. ومع انخفاض عدد المدخنين في العالم كان هناك انخفاض حاد خلال العشرين عامًا الماضية، فإن الجاني الجديد الذي يسبب السرطان هو السمنة. ووفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة (CRUK)، تعتبر السمنة سببًا معروفًا لما لا يقل عن 13 نوعًا مختلفًا من الأورام.
وتشمل هذه سرطان الثدي (وخاصة في النساء بعد انقطاع الطمث)، وكذلك سرطان الأمعاء والرحم والمريء والبنكرياس والكلى والمبيض. وحتى المايلوما – وهو نوع من سرطان الدم – يمكن أن يحدث بسبب تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون على مدى فترات طويلة. وإن زيادة الوزن لا تعني بالضرورة أن شخصًا ما سيصاب بالسرطان بالتأكيد. لكن هناك حوالي 23 ألف حالة سرطان سنويًا في بريطانيا يمكن الوقاية منها بالحفاظ على وزن صحي.
وتقول الدكتورة راشيل أورريت مديرة المعلومات الصحية في أبحاث السرطان CRUK: «عندما نحمل الدهون الزائدة في أجسامنا، فإن الأمر لا يكمن فقط في النوم. إن تلك الخلايا الدهنية تنتج الهرمونات وعوامل النمو التي ترسل إشارات تخبر الخلايا الأخرى في الجسم بالانقسام أكثر من غيرها. وهذه العملية المتمثلة في زيادة انقسام الخلايا تزيد من فرص تشكيل السرطان. «وكلما طالت فترة الوزن أو السمنة، زاد الخطر».
لذا فإن التحول إلى نظام غذائي صحي أمر بالغ الأهمية. وبينما يقول الخبراء إنه لا يوجد شيء مثل الأطعمة السريعة للسرطان – فإن هناك بعض الأطعمة التي تؤكل كجزء من نظام غذائي صحي متوازن، قد توفر لنا بعض الحماية ضد الأورام التي تهددنا. فما هي أفضل 10 أطعمة، وفقًا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، والتي يمكن أن تقلل من الوقوع ضحية لواحد من أكبر القتلة في العالم؟
التفاح.. مصدر للكيرستين
يعتبر التفاح مصدرًا جيدًا للألياف وفيتامين سي – وكلاهما حيوي للصحة العامة الجيدة. ولكن عندما يتعلق الأمر بمكافحة السرطان، يعتقد أن المكون الرئيسي قد يكون الكيرستين، وهي مادة كيميائية تحدث بشكل طبيعي ويمكن أن تخفف بالفعل الالتهاب في الجسم وتوقف تحلل الخلايا.
وتوجد مواد كيميائية أخرى مماثلة لمكافحة السرطان، مثل ترايتيربينويدات، بشكل رئيسي في الجلد، ولهذا السبب يعتقد بعض الخبراء أنه من الأفضل تناول الفاكهة كاملة بدلاً من تقشيرها. وكشفت دراسة أجريت عام 2016 في إيطاليا أن تناول تفاحة واحدة على الأقل يوميًا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 25% ويوفر الحماية من أورام الأمعاء والفم والثدي أيضًا.
الأرز البني.. تأثيره وقائي جيد
الأرز البني أحد أنواع الحبوب الكاملة – التي تشمل أنواعًا أخرى كدقيق الشوفان والخبز الكامل والذرة. وعادة تكون دهون هذه الحبوب مفيدة لتعزيز الصحة العامة -وخاصة صحة القلب والأوعية الدموية- ولكن قد يكون لها تأثير وقائي عندما يتعلق الأمر بالسرطان. ووفقًا للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، يرجع السبب في ذلك إلى أن الكوليسترول يحتوي على مادة البوليفينول، وهي مركبات نباتية يبدو أنها تقلل من خطر الإصابة ببعض الأورام، وكذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وهناك مركب واحد على وجه الخصوص، هو مادة كيميائية نباتية تسمى سابونين، يبدو قادرًا على تدمير خلايا السرطان في الاختبارات المعملية.
القهوة.. تمنع انقسام الخلايا
وجدت دراسة أجريت عام 2019 على ما يقرب من نصف مليون شخص أن تناول كوب من القهوة يوميًّا قد يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بسرطان الكبد إلى النصف. وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة كوينز بلفاست أن عشاق القهوة تقل لديهم احتمالية الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 50%، وهو ما يمثل حوالي 9 من أصل 10 حالات من سرطان الكبد. وتحتوي القهوة أيضًا على مادة البوليفينول، وهي المواد الكيميائية النباتية التي يبدو أنها تمنع انقسام الخلايا السرطانية. وبالنسبة لحمض الكلوروجينيك هو النوع الرئيسي من البوليفينول. ولكن لابد من الحذر من أن يكون المحتوى أقل قليلاً في القهوة منزوعة الكافيين، في حين أن القهوة سريعة التحضير تحتوي على مضادات أكسدة أقل مقاومة للأمراض من المشروبات الطازجة.
الأسماك الزيتية.. منجم للعناصر المغذية
يمكن خفض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بأكثر من النصف، عبر تناول الأسماك الزيتية بانتظام مثل السلمون أو الماكريل أو الأنشوجة، وفقًا للدراسات. وهذه الأسماك غنية جدًّا بالعناصر المغذية مثل فيتامين ب والبوتاسيوم والأحماض الدهنية أوميغا 3. وقد وجدت إحدى الدراسات أن أولئك الذين يتناولون الأسماك الزيتية، أو الذين يتناولون مكملات زيت السمك، على الأقل أربع مرات في الأسبوع، كانوا أقل عرضة بنسبة 63% للورم في الأمعاء من أولئك الذين نادرًا ما أكلوا أو لم يأكلوا الأسماك على الإطلاق.
الطماطم.. خير الأطعمة
الطماطم هي خير الأطعمة، فعندما يتعلق الأمر بالسرطان، يُعتقد أن المكون الرئيسي الموجود في الطماطم هو اللايكوبين – أحد مضادات الأكسدة التي تعطي الطماطم الحمراء لونًا مثيرًا. ما هو غير عادي هو أنه على عكس بعض الأطعمة المصنعة، يُعتقد أن المنتجات التي تعتمد على الطماطم مثل المعجون والكاتشب، والتي تستخدم كميات كبيرة من الطماطم المركزة، تحتوي على كميات أكبر من اللايكوبين. وتشير العديد من الدراسات إلى أن اللايكوبين (أحد مضادات الأكسدة) يمكن أن يقلل من خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا. لكن ليس من المؤكد المقدار المطلوب للحصول على التأثير، أو ما إذا كان يفيد بعض الرجال فقط وليس الجميع.
الثوم.. خصائصه مضادة للسرطان
ظل العلماء يدرسون الثوم لسنوات بسبب خصائصه المضادة للسرطان. ويعد الأليسين العامل الرئيس فيه وهو مركب يُطلق عند سحق الثوم أو تقطيعه. وأشارت دراسات عديدة إلى أن الأليسين يمكنه عرقلة نمو الورم، على الرغم من أنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كان تناول كميات صغيرة نسبيا بشكل منتظم يكفي لتوفير حماية كبيرة ضد السرطان. ووجد أحدث الأبحاث، التي اجريت في الصين، أن الاستهلاك المنتظم للثوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى 79 ٪.
البروكلي.. مانع لنمو خلايا السرطان
تحتوي الخضراوات المهروسة، مثل البروكلي والقرنبيط وبراعم بروكسل، على مركب يُسمى الجلوكوزينات.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن هذه المادة قد يكون لها تأثير وقائي ضد السرطان، وخاصة بعض أنواع سرطان الثدي، التي يغذيها التعرض لبعض الهرمونات في الجسم. ووجدت دراسات أخرى أن السولفورافان، وهو عنصر آخر مضاد للسرطان في البروكلي، يمنع خلايا سرطان الثدي من النمو.
التوت.. يقلل نسب الإصابة
يحتوي التوت على مجموعة واسعة من المواد الكيميائية المعززة للصحة. كما أنها غنية بفيتاميني سي وكي، فضلاً عن كونها مصدرًا جيدًا لألياف المنجنيز والألياف الغذائية، مما يجعلها الخيار الأفضل لأخصائيي التغذية. ويُعتقد أنها من الأطعمة التي تتمتع بأكبر قدر من القوى المضادة للأكسدة، أو القدرة على درء السرطان. وتشير الدراسات في الولايات المتحدة، إلى أن الاستهلاك اليومي لجزء من التوت الأزرق قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى 57%، إذا كان كجزء من نظام غذائي صحي.
البقوليات.. تقلل الإصابة بالبروستات
إن الفول والبازلاء غنيان بالألياف والفولات، وهو نوع من فيتامين ب الذي يحتاجه جسمك لصنع الحمض النووي والمواد الوراثية الأخرى. كما يضمنان حصولك على مركبات مضادة للسرطان، لأن البقول مصدر غني للسابونين، وهي مواد كيميائية توقف نمو الخلايا السرطانية. ووجدت دراسة أمريكية، والتي تتبعت 2800 شخص، أن الأشخاص الذين يتناولون بانتظام الأطعمة مثل العدس أو البازلاء أو الفاصوليا كانوا أقل عرضة بنسبة 40% للإصابة بسرطانات معينة من أولئك الذين لا يتناولونها. وتشير العديد من الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة يمكن أن تقلل خطر إصابة الرجل بسرطان البروستات، على الرغم من عدم التأكد من مقدار التأثير المطلوب، أو ما إذا كان يفيد بعض الرجال فقط.