أخبار الرياضة

استضافة استثنائية تبحث عن إنجاز 1981

في حملته الثالثة عشرة للتأهل الى نهائيات كأس العالم في كرة القدم، يسعى منتخب الكويت إلى تحقيق «الحد الأدنى» من طموحاته ببلوغ الدور الحاسم لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023، من خلال استغلال خوض ما تبقى من منافسات مجموعته في التصفيات على أرضه.

وفي مناسبتين سابقتين استضافت الكويت منافسات مجموعتها في التصفيات الأولية لكأس العالم، فنجحت في الأولى في العام 1981، وفشلت في الثانية بعدها بـ 20 عاما، قبل ان تتيح الظروف الاستثنائية لها استضافة ثالثة بعد عقدين آخرين.

كانت تصفيات مونديال الولايات المتحدة 1994 الأخيرة التي أقيمت منافساتها بنظام التجمع في المرحلتين الأولى والنهائية، ليقرر الاتحاد الآسيوي بعدها إقامة التصفيات بطريقة الذهاب والإياب في النسخ التالية كافة، لكنه اضطر أخيرا الى العودة الى «التجمع» تحت ضغط الظروف التي يشهدها العالم منذ عام ونصف العام بسبب جائحة كورونا.

في المناسبة الأولى التي استضافت الكويت أوقعتها القرعة في المجموعة الثالثة والتي كانت تضم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في بطولة كأس أمم آسيا، التي توج بلقبها «الأزرق» قبل 6 شهور فقط من انطلاق التصفيات، وهما بالإضافة إلى الكويت كل من كوريا الجنوبية وإيران ممثل القارة في المونديال الأخير بالأرجنتين 1978.

وبعد اعلان ايران انسحابها بسبب ظروف حرب الخليج الأولى (1980-1988) انحصرت المنافسة بين بطل آسيا ووصيفه، وخاضت المنتخبات سباق تهديف في المجموعة التي ضمت أيضا ماليزيا وتايلند، وحصد كل منهما انتصارين متتاليين، قبل ان يتواجها في الجولة الحاسمة يوم 29 أبريل 1981 على ملعب محمد الحمد بنادي القادسية، وينجح «الأزرق» في تجديد تفوقه على الكوريين بهدفين لعبدالعزيز العنبري وناصر الغانم، قبل ان يمضي الى النهائيات لأول مرة في تاريخه بعد تجاوزه التصفيات النهائية التي ضمته الى جانب أبطال المجموعات الأخرى، نيوزلندا والصين والسعودية.

بعد 4 محاولات غير ناجحة لتكرار انجاز 1982، وبلوغ النهائيات عبر تصفيات أقيمت بنظام الذهاب والاياب، عاد «الأزرق» ليعيش تجربة الاستضافة مجددا، لكن مع جيل مختلف وضعت عليه الجماهير آمالا كبيرة بعدما استعاد شيئا من هيبة الكرة الكويتية في الفترة من 1996 حتى 2000.

كانت الظروف مهيأة للمنتخب للذهاب بعيدا في التصفيات سواء في المرحلة الأولى التي جمعته مع منتخبات أقل مستوى منه وقتها كالبحرين وقرغيزستان وسنغافورة، أو المرحلة الأخيرة التي غاب عنها المنتخبان الكوري الجنوبي والياباني بعدما تأهلا تلقائيا لاستضافتها النهائيات معا.

وبعد عودة «الأزرق» متصدرا لدور الذهاب في المجموعة الرابعة والذي أقيم في سنغافورة، انقلب كل شيء هنا في فبراير 2001 بعدما سقط صاحب الأرض والجمهور في اللقاء الأخير أمام البحرين بهدف جاء من ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، رغم أنه كان بحاجة إلى التعادل فقط للالتحاق بمنتخبات الدور النهائي.

كان سيناريو الخروج مفاجئا ومؤلما، ومازالت الجماهير الكويتية تستشعر مرارته حتى الآن رغم مرور 20 عاما على ما حدث.

ابتداء من اليوم سيكون منتخب الكويت أمام استحقاق مهم للظفر بإحدى بطاقتي المجموعة الثانية وبلوغ الدور النهائي لتصفيات كأس العالم، وجماهيره، التي ستتابعه «عن بُعد» بسبب الإجراءات الاحترازية، تأمل أن يعيد سيناريو أبريل 1981، لا فبراير 2001.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى