«الحرافيش» تصافح القراء بثوبها الجديد
وأصدرت دار ديوان الطبعة الجديدة من الرواية الشهيرة أخيراً، وتحكي الرواية التي نشرت في عام 1977، عشر قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان بدقة (يعتقد أنها بالحسين في بداية فترة الأسرة العلوية بمصر). وكانت الحرافيش ولا تزال مادة رائعة للسينما والتلفزيون المصري، حيث تمثلت في أكثر من فيلم سينمائي؛ منها الحرافيش والمطارد وشهد الملكة والجوع والتوت والنبوت، إلى جانب مسلسل الحرافيش في أجزائه الثلاثة، وتتحدث الرواية عن فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب.
كما لم تبتعد رواية الحرافيش كثيراً عن منحى الوجودية الذي انتحاه نجيب محفوظ في الكثير من رواياته، رغم اكتسائها الطابع الاجتماعي (إحدى الشخصيات تنشد الخلود بعد قهر الموت المفاجئ لها وسلوكيات أخرى في نفس الاتجاه)، تتشعب أحداث وتفاصيل وشخصيات رواية الحرافيش في ذهن القارئ، كما في قلم الكاتب، لتزرع أفكاراً عديدة وتصب في فكرة تواتر الأجيال وضياع الأصول من جيل إلى آخر واندساس العروق. يحضر الدين أيضاً في رواية الحرافيش كالروح التي لا يستطيع الإنسان إخراجها من بدنه رغم التمرد عليها.
هي رواية تحتوى كل الحياة، تكتسي كل الطوابع وتسرد جل القيم بسخاء، وتمتلئ الرواية بأبيات من الشعر الفارسي التي استخدمها الكاتب كرمز للمجهول الذي تهيم به أرواح البشر، وتتوالى قصص الرواية كمعزوفة رائعة تختلط بها القوة والضعف، الخير والشر، الأمل واليأس.