المنصات الإلكترونية تنقذ الدراما والسينما
يعد صنّاع السينما والدراما التلفزيونية سنة 2020 من أسوء الأعوام التي مرت عليهم في حياتهم؛ بسبب ما سببه فيروس «كورونا» من خسائر على المستويين الفني والإنساني؛ حيث أثر بشكل كبير في حجم الإنتاج، ونوعية الأعمال المنتجة، ناهيك عن التخوف من قبل الفنانين أثناء تصوير الأعمال المختلفة، خاصة بعد أن تسبب الفيروس اللعين في إنهاء حياة عدد من الفنانين والفنيين خلال هذا العام، بداية من الفنانة رجاء الجداوي، وإصابة الكثيرين، ما زاد تخوف العاملين في الصناعة، فكان هناك استعجال شديد أثناء تصوير أي عمل فني؛ من أجل الانتهاء بسرعة كبيرة؛ خوفاً من التعرض للإصابة، وهو ما أثر بدوره في جودة بعض الأعمال.
على الرغم من ذلك ظلت مصر الدولة الأكثر إنتاجاً في الوطن العربي، بعد أن تمكنت من إنتاج عدد كبير من الدراما في رمضان الماضي، إلى جانب إنتاج عدد من الأفلام السينمائية.
وحقق عدد كبير من الأعمال في 2020 نجاحاً كبيراً منها مسلسل «إلا أنا»، والذي تناول قضايا المرأة، وبمجموعة عمل مختلفة لكل قصة، وكذلك مسلسل «نصيبي وقسمتك»، أما خلال رمضان فحقق مسلسل «ب100 وش» لنيللي كريم وأسر ياسين نجاحاً لافتاً، ليعيد المسلسل للكوميديا مكانتها التي فقدتها منذ سنوات طويلة. كما أعاد مسلسل «الفتوة» لياسر جلال، مكانة أعمال الفتوات التي اختفت لسنوات طويلة من الدراما المصرية، ويخوض يوسف الشريف لأول مرة منطقة «الخيال العلمي» بمسلسل «النهاية»، و«الاختيار» الذي أكد أهمية «الأعمال الحربية» في الدراما التلفزيونية.
ضعف المحتوى
في مقابل ذلك كانت هناك مسلسلات لم تتمكن من أن تقنع الجمهور هذا العام، ما بسبب التكرار، أو ضعف المحتوى المقدم منها: لعبة النسيان لدينا الشربيني، والذي اعتبره الجمهور عملاً مكرراً ومملوءاً بالأخطاء الإخراجية، ومسلسل «رجالة البيت» لأكرم حسني وأحمد فهمي؛ حيث اعتذر أبطال العمل عن المستوى الرديء الذي قدم للجمهور، ووعدوهم بأعمال جيدة الفترة المقبلة، و«جمع سالم» لزينة، والذي لم يحظ بأي نسب مشاهدة تذكر، إلى جانب مسلسل «سلطانة المعز» لغادة عبد الرازق، والذي اعتبره الجمهور واحداً من أكثر أعمالها التي لم تحقق النجاح المطلوب. مثلما وقع أيضاً مسلسل «البرنس» لمحمد رمضان، ومسلسل «خيانة عهد» للنجمة يسرا، في فخ تكريس شريعة الغاب، والحض على الانتقام وتحقيق العدالة بشكل شخصي.
وسط هذا كله لعبت المنصات الإلكترونية دوراً كبيراً هذا العام؛ حيث تمكنت من المحافظة على تواجد واستمرار صناعة الدراما وتحديداً الأعمال السينمائية؛ حيث كانت البديل الآمن في ظل انتشار الفيروس، ففضل الجمهور أن يشاهد الأفلام والمسلسلات على المنصات المختلفة، وفي الوقت نفسه استغل القائمون على هذه المنصات الظرف التاريخي الذي يمر به العالم، ليزداد الإقبال على الاشتراك في هذه المنصات، فكان القرار بزيادة إنتاج الأعمال الخاصة بها، فتم إنتاج أعمال خصيصاً لبعض المنصات، مثل: مسلسل «ما وراء الطبيعة»، و«الآنسة فرح»، ومسلسل «نمرة 2»، ومسلسل «جمجوم وبمبم»، ومسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة»، إلى جانب مسلسلات «اللعبة»، «مملكة إبليس»، و«الحرامي».
عرض سينمائي
على نطاق الأفلام، تم عرض فيلم «صاحب المقام» كأول فيلم مصري يعرض كعرض أول على المنصات بدلاً من عرضه في دور العرض السينمائي، بعده تم إنتاج فيلم «الحارث»، وفيلم «خط دم» خصيصاً للعرض على المنصات الإلكترونية، الأمر الذي جعل القائمين على المنصات يقررون استكمال إنتاج أفلام ومسلسلات خصيصاً لها، في ظل استمرار الجائحة، التي من المؤكد أنها ستتسبب في غلق دور العرض مجدداً في العام الجديد 2021، ما سيجعل عرض الأفلام والمسلسلات على المنصات هو الحل الأمثل، وهو اتجاه عالمي يفكر فيه كل صنّاع السينما والدراما في العالم.
فقد شهد عام 2020 غياب عدد كبير جداً من نجوم السينما بأعمال جديدة لهم، سواء من مخاوفهم من الإصابة بالفيروس، أو من تخوف شركات الإنتاج من نسبة ال25% فقط من الحضور في دور العرض، ما يعرض الأفلام لخسائر فادحة؛ حيث تؤثر هذه النسبة بشكل كبير جداً في الإيرادات؛ حيث لم تتجاوز مكاسب الأفلام المجمعة أكثر من 60 مليون جنيه، في حين حقق العام الماضي فيلم «ولاد رزق» فقط أكثر من 100 مليون جنيه، وتخطى فيلم «الفيل الأزرق» حاجز ال120 مليون جنيه.
ويأتي في مقدمة الأفلام التي عرضت هذا العام فيلم «الغسالة»، بطولة أحمد حاتم وهنا الزاهد، و«الخطة العايمة»، بطولة علي ربيع، ومحمد عبد الرحمن، وفيلم «عفريت ترانزيت»، وهو من بطولة علي ربيع ومحمد ثروت، و«زنزانة 7» بطولة نضال الشافعي وأحمد زاهر، و«خان تيولا» بطولة وفاء عامر، ونضال الشافعي، وفيلم «تؤام روحي» بطولة حسن الرداد وأمينة خليل. تصدر نجوم الصف الثاني البطولة في كل هذه الأفلام، في ظل غياب نجوم ونجمات الصف الأول باستثناء الفنانة منى زكي التي شهد عام «كورونا» عودتها للسينما من خلال فيلم «الصندوق الأسود» والذي لم يحقق النجاح المطلوب بسبب نسبة ال25 %، وعزوف أغلب الجماهير عن الذهاب إلى دور العرض، وهو الأمر الذي يأمل الجميع أن يتحسن وتعود الحياة إلى طبيعتها، ربما من النصف الثاني من العام الجديد 2021.