صاحب السمو تقدم المواطنين والمقيمين في أداء صلاة العيد.. ودعوات بتحرير الأقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني في مساجد وساحات الكويت

«الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله… الله أكبر الله أكبر ولله الحمد».. بالتكبير والتهليل والتحميد أدى مئات الآلاف من المصلين صلاة عيد الفطر في أكثر من 1500 مسجد و30 ساحة صلاة في مختلف أنحاء البلاد.
ومع بزوغ الخيوط الأولى من نهار أمس (أول أيام العيد) رددت أصوات المصلين ذكر الله بالتكبير والتهليل، ابتغاء مرضاته وتلمسا لرضاه سبحانه وتعالى بعد أدائهم فريضة الصيام – الركن الرابع من أركان الإسلام.
وقد تقدم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، جموع المصلين في مسجد بلال بن رباح، وهو المسجد الذي شهد حشودا كبيرة من المصلين، حيث قصدته أسر بأكملها للابتهال والتكبير وأداء صلاة عيد الفطر السعيد.
وركز الأئمة في خطبة العيد على ما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم نبيلة ومبادئ إسلامية أصيلة من الحض على كل ما من شأنه إصلاح شأن الإنسان في حياته وآخرته، وتطرقوا إلى شعائر هذا اليوم المشهود وأهميتها وتعظيمها، مشددين على ضرورة مواصلة أعمال الطاعة والعبادة بعد انقضاء شهر رمضان والحرص على صلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والإكثار من الأعمال الصالحة، كما أوصوا بالحرص على الالتزام بالإجراءات الاحترازية في هذه الظروف الاستثنائية، والمبادرة إلى التطعيم للحفاظ على صحة المجتمع.
وهنأ خطباء وزارة الأوقاف الفائزين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، فهنيئا لمن تغير للأفضل، وتعاهد بالاستمرار للأحسن، وعفا عمن أساء وأصلح، وعاش في تزكية أخلاقه وتقويم سلوكه، قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).
وكان للمسجد الأقصى وللقضية الفلسطينية دعوات خاصة من خطباء العيد في كل مساجد الكويت، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يحرر ثالث الحرمين ومسرى خاتم المرسلين من دنس الصهاينة، مشيرين إلى أن الكويت من أكثر الدول التي وقفت مع أشقائها الفلسطينيين وقدمت الدعم للمسجد الأقصى وأهله.
وفي مركز شباب الدعية حيث وفرت وزارة الأوقاف كافة الاستعدادات في مصلى كبير لصلاة عيد الفطر السعيد اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم بحضور حاشد من المصلين من الرجال والنساء.
وأكد أمام وخطيب مسجد عثمان بن عفان بمنطقة كيفان د.محمد الهديب والذي أمّ جموع المصلين في ساحة الصلاة بمركز شباب الدعية أن من حق المسلم أن يفرح في هذا اليوم المبارك.
فهو عيد المسلمين بعد أن صاموا شهر رمضان المبارك إيمانا واحتسابا لله عز وجل.
ودعا الهديب إلى ضرورة العفو والصفح في هذا اليوم، حيث قال: «هذا يوم العفو والصفح والتسامح فهو يوم عيد الفطر السعيد»، داعيا الجميع إلى اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العفو والتسامح.
وتضرع إلى الله عز وجل أن يحفظ الكويت وقيادتها الحكيمة من كل مكروه وسوء وان يرفع عنا هذا الوباء ويكشف هذا البلاء الذي حل بالعالم اجمع.
كما توجه الإمام باكيا بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحرر المسجد الأقصى، حيث قال: «اللهم حرر المسجد الأقصى من دنس اليهود».
وأكد ان قيادة وشعب الكويت من اكثر الشعوب ولله الحمد وقوفا مع إخوانهم الفلسطينيين ودعما للمسجد الأقصى وأهله، داعيا الله أن يزيح هذا الاحتلال الغاشم ومبشرا بان ذلك سيكون قريبا بفضل الله ورحمته.
وقد التزمت أغلب المساجد بنص خطبة عيد الفطر السعيد التي عممتها وزارة الأوقاف، والتي جاءت كما يلي: هذا يوم أعظم الله قدره، وأسبغ عليكم فيه من الآلاء والنعم ما يوجب شكره، أوجب الله عليكم فطره وحرم عليكم صومه، وتوج به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وجعله عيدا للمسلمين بعد أدائهم فريضة صوم الشهر، وشعيرة من شعائر دينه، فلا عيد لأهل الإسلام سوى عيدي الفطر والنحر.
وتابعت الخطبة: «فطوبى لمن صام شهر رمضان وقامه بإيمان واحتساب، وهنيئا بما وعده ربه من عظيم أجر وجزيل ثواب. وليتذكر بفرحة العيد الفرحة الكبرى، يوم تعرض الأعمال ويكرم بها أصحابها كرامة عظمى… قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
وفيما يلي نص الخطبة التي حملت عنوان «ولتكبروا الله على ما هداكم»:
الحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، وكفى بالله وكيلا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير الخلق وأهدى العالمين سبيلا، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في الله حق جهاده وما بدلوا تبديلا.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعملوا بطاعته ورضاه، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) النساء:1.
واعلموا أن يومكم هذا يوم أعظم الله قدره، وأسبغ عليكم فيه من الآلاء والنعم ما يوجب شكره، أوجب الله عليكم فطره وحرم عليكم صومه، وتوج به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وجعله عيدا للمسلمين بعد أدائهم فريضة صوم الشهر، وشعيرة من شعائر دينه، فلا عيد لأهل الإسلام سوى عيدي الفطر والنحر.
عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر»، أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. فاحمدوا الله تعالى على إتمام الصيام، واسألوه القبول والتوفيق للتمسك بشرائع الإسلام.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.