أخبار محلية

من “فهد” لـ”سلمان”.. الجنادرية: هوية عربية وإسلامية للسعودية واهتمام ملكي خالص

يحظى المهرجان الوطني للتراث والثقافة السعودي (الجنادرية) بتفاعل واسع وحضور كبير دائم على مدار تاريخه منذ أن أُطلق للمرة الأولى تحت رعاية الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وقد انبثقت فكرته من الرغبة في تطوير سباق الهجن السنوي، الذي اكتسب ذيوعًا على المستويَيْن الوطني والإقليمي، وكذلك رغبة في استرجاع التراث السعودي، وتعريف الأجيال الجديدة به، والشعوب الأخرى.

ويأتي الحدث البارز تأكيدًا للهوية العربية والإسلامية للمملكة، وتأصيلاً للموروثات والثقافة الوطنية. وتشرَّف المهرجان السنوي باهتمام ورعاية ملكية خالصة منذ انطلاق نسخته الأولى إلى الآن، وتحظى نسخة هذا العام باهتمام القيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص دائمًا على افتتاح المهرجان بنفسه، والمشاركة في أداء العرضة، وتقاسم المواطنين والمواطنات اهتمامهم وشغفهم.

وتشهد فعاليات الدورة الـ33، والتي انطلقت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بعنوان “وفاء وولاء”، وإشراف وزارة الحرس الوطني، مجموعة من الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية والرياضية، التي لا تخلو كل عام من “العرضة السعودية”، إضافة إلى عددٍ من الندوات والمحاضرات الفكرية والثقافية، ومناقشة أهم القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، علاوة على الأمسيات الشعرية، التي تشهد مشاركة أبرز الشعراء في الوطن العربي، فضلاً عن سباق الهجن السنوي.

ويشارك في فعاليات الدورة الجديدة حشد كبير من المسؤولين والشخصيات المؤثرة من مختلف دول العالم، إضافة إلى أبرز رجالات الأدب والفكر الذين يحرصون على نثر إبداعاتهم في واحدة من أكبر التظاهرات الثقافية في المنطقة، وذلك بمشاركة ضيف الشرف دولة إندونيسيا.

وفيما يلي تستعرض “سبق” أبرز النسخ التي مرت على تاريخ المهرجان الشهير بإيجاز

الدورة الأولى (1985)
انطلق المهرجان في اسمه القديم (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) تحت رعاية الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في 24 مارس، وحقق من خلال نشاطاته المتنوعة بعضًا من أهدافه المرسومة في تأكيد الاهتمام بالتراث السعودي، والموروثات الثقافية، وتعريف الناس بها.
وتم إنشاء قرية متكاملة للتراث، تضم مجمعًا يمثل كل منطقة من مناطق السعودية، ويشتمل على بيت، وسوق تجاري، وطريق يتضمن معدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وهي ما عُرفت بعد ذلك بقرية الجنادرية، وأصبح المهرجان يسمى بها لاحقًا.

الدورة الخامسة (1989)
شهدت الدورة الخامسة من المهرجان عددًا من البرامج والنشاطات، التي تنوعت بين الثقافية والفنية والتراثية، فضلاً عن الرياضية؛ إذ أُقيم في هذا المهرجان لأول مرة معرض للوثائق، اشتمل على عددٍ من الوثائق السياسية والاجتماعية والتاريخية التي تبرز تاريخ السعودية.
وتضمن البرنامج الثقافي للمهرجان العديد من الفعاليات والأمسيات الشعرية والندوات، التي ناقشت عددًا من الظواهر والأحداث العالمية, وبدأ المهرجان في 9 مارس.

الدورة العاشرة (1994)
انطلق المهرجان في 26 أكتوبر 1994 مشتملاً برنامجه على العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، التي حظيت بإقبال جماهيري كبير. وأُقيم في ذلك العام معرض للكتاب، وآخر للوثائق والصور، بلغت نحو 300 وثيقة، وأكثر من120 صورة.

الدورة الخامسة عشرة (2000)
اختار المهرجان في هذه النسخة موضوع الإسلام والشرق محورًا رئيسيًّا له، كما تضمن مشاركات نسائية عدة، أُقيمت في قاعات مكتبة الملك عبد العزيز العامة. ووصل عدد زوار المهرجان الوطني الخامس عشر للتراث والثقافة منذ أن افتُتح يوم 2 فبراير إلى أكثر من مليون وستمائة ألف زائر.

الدورة العشرون (2005)
افتتح المهرجان في 23 فبراير، وتضمن مسابقة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم والسُّنة النبوية للطلاب والطالبات.
كما انطلق خلال المهرجان سباق الهجن السنوي الكبير الحادي والثلاثون، وأوبريت بعنوان “وطن المجد”.
وشهد المهرجان نشاطات ثقافية، منها 16 مسرحية وندوة مسرحية، ومعرض العشرينية الخاصة بمناسبة مرور عشرين عامًا على المهرجان.

الدورة الخامسة والعشرون (2010)
انطلقت فعاليات المهرجان في 17 مارس 2010، وشاركت دولة فرنسا ضيف شرف للمهرجان. وشمل النشاط الثقافي العديد من الندوات والمحاضرات، التي كان من أبرزها ندوة حول رؤية الملك للحوار والسلام وقبول الآخر.

الدورة الثلاثون (2016)
افتتحت الدورة في 3 فبراير تحت رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، وشهدت جملة من الفعاليات الثقافية والفكرية والتراثية، إضافة إلى الفنية والرياضية، وحلت ألمانيا ضيفًا على المهرجان بتخصيص جناح خاص لها تحت شعار “ألمانيا – بلد الأفكار: للابتكار تقاليد”، تجول فيه الزائر داخل أروقة التاريخ الألماني بين الماضي والحاضر والمستقبل.

الدورة الثانية والثلاثون (2018)
انطلقت فعاليات تلك الدورة في 2 فبراير 2018، واشتملت على جملة من الأحداث الثقافية والفنية والأدبية الجاذبة لجمهور الجنادرية العريض، كما اشتملت على أوبريت (أئمة وملوك) من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز. وتم في ذلك العام تكريم الأمير سعود الفيصل، والأستاذ تركي بن عبدالله بن ناصر السديري – يرحمهما الله -، والدكتورة خيرية بنت إبراهيم بن محمد السقاف.
وحلت دولة الهند ضيفًا على النسخة الـ 32 بعروض من التراث الثقافي والاجتماعي والشعبي، والأزياء التقليدية، والعطور الهندية، وأزياء العروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى