دراسة ترصد تحسناً في جودة الهواء بالإمارات
رصدت دراسة مشتركة ترأستها الجامعة الأمريكية في الشارقة حدوث تحسن في جودة الهواء في الإمارات خلال السنوات الأخيرة، حيث تناول البحث الذي استمر عامين، دراسة آثار العوامل الجوية على جودة الهواء وتحليلها في موقعين بالقرب من مطاري أبوظبي ودبي الدوليين.
وأظهرت النتائج الرئيسية للدراسة انخفاضاً في نسبة الجسيمات المترسبة الصغيرة في دولة الإمارات في عام 2017 مقارنة بعام 2016.
وقال الدكتور يحيى السيد، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في «أمريكية الشارقة» الذي شارك في قيادة هذه الدراسة إن هذا الانخفاض يشير إلى تحسن كبير في جودة الهواء في السنوات الأخيرة بسبب القوانين الحكومية ومشروعات استمطار السحب الأخيرة وزيادة المطر ويمكن أن يكون للغبار تأثير كبير في البيئات الصحراوية، ويقيم هذا البحث جودة البيئة في المنطقة، التي يشكل التعرض للغبار فيها جزءاً من الحياة اليومية.
ولفت إلى وجود نقص في البيانات المتوفرة حول أنماط الغبار وتكوينه في منطقة الخليج ومن المتوقع أن يكون هناك للتعرض طويل الأمد للعواصف الترابية،تأثير على حياتنا اليومية وعلى عملياتنا، ولهذا السبب نحتاج إلى مراقبة أنماطها وخصائصها الدورية.
وتوفر الدراسة بيانات جديدة حول المناخ الموسمي والزمني، التي يمكن أن تساعد المنظمين والمشرعين على اعتماد تدابير يمكن أن تخفف من تأثير الغبار والعواصف الرملية على الطيران والصحة العامة.
ويقول الدكتور سفيان كنعان، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية في الجامعة، الذي شارك في قيادة البحث إنه يمكن للتقييم التفصيلي لتلوث الغبار وتركيز المعادن أن يحل (أو حتى يلغي) المشاكل الميكانيكية المحتملة في السيارات ومحركات الطائرات المرتبطة بالغبار.
يذكر أن العواصف الترابية تحتوي عادة على رمال الصحراء، وهباء ملح البحر، وغبار تآكل التربة، ومنتجات احتراق الوقود الأحفوري، وصحيح أن معظم المعادن الموجودة هي جزء من تكوين الرمال، إلا أن بعض المعادن الثقيلة التي تم تحديدها بتركيزات منخفضة ترتبط على الأرجح بأنشطة صناعية وبنائية إنشائية وآلات ثقيلة بالقرب من المحطات ويمكن لهذه البيانات أن تعزز من عمل الوكالات البيئية خاصة ضمن عملها التنظيمي.
وقام الباحثون بإنشاء محطات مراقبة تعمل عبر الإنترنت ومجمعات للغبار في موقعي البحث، وتم جمع وتحليل جزيئات الغبار ثم قياس نسبة تركيز المعادن الثقيلة الموجودة فيها داخل مختبرات الجامعة، كما تناول البحث دراسة العوامل الجوية مثل سرعة الرياح واتجاهها، ودرجة حرارة الهواء، والضغط الجوي، ورطوبة الجو، والهطول، والضباب، ومحتويات الهواء وتم نشر نتائج الدراسة في المجلة البحثية المرموقة «انفايرونمينتال بولوشن» (التلوث البيئي).
وأوصت الدراسة بالمراقبة المستمرة للعوامل الجوية ومعاييرها في منطقة الخليج للتنبؤ بالتأثير المحتمل للظروف الجوية المستقبلية على جودة الهواء والطيران وإدارة المطارات والصحة العامة.. ونوهت بضرورة جمع بيانات إضافية ومن مواقع مختلفة ولفترات أطول في ظل استمرار عمليات التطور الحضري في المنطقة.
وجاءت هذه الدراسة برعاية من شركة جنرال إلكتريك للطيران، وشارك فيها فريق أمريكية الشارقة ومركز ديوسكوري لتحليل البيانات الطوبولوجية في المعهد الرياضي في الأكاديمية البولندية للعلوم.