بان الرفاعي وقّعت ديوانها «وأتى ربيع الحب»
وتعد الشاعرة بان الرفاعي صاحبة تجربة شعرية من طراز خاص، وأسلوب ينحو الى الإعلاء من شأن المعنى وسمو المشاعر الانسانية التي يمتزج فيها الحب بالتفاؤل والأمل، ويكون العطاء بلاحدود، قمة السعادة، والعطاء هنا يبدو في معطفها الشعري دفقات تترجم نبض قلب يهيم عشقا في الوجود تارة، ويشكو من طعنات خفية تلقاها في زحمة الحياة لكنه فوق كل هذا يتسامى ويسامح.
الديوان في مجمله أغاريد عصافير تجوب ساحات الحروف، تتدثر بألحانها تارة، عندما يأخذها الحنين لأيام مضت سريعا ربما كانت وهما وخيالا، ثم ما تلبث أن تصحو على واقع مؤلم، تنتقده بشدة ففيه تتساقط الأقنعة وتموت أزهار الوفاء فوق أغصانها، وتنتشر أثواب التملق والنفاق في عالم مادي يتوشح بالجشع والطمع، تتلقى فيه الطعنات، من الأحباء، عالم تطحنه الماديات وتغدو فيه الروح غريبة تسبح في وحدتها لتخلق عالمها الخاص.
وحول هذه المعاني، تقول «فوق جسد أيامي كانت الطعنات تتوالى من الأحباء، والأقنعة تتساقط سريعا من وجوه المنافقين بلا حياء، وأتساءل: لم قل الوفاء، حتى أصبح اليوم رياء ولم الجحود دوما هدية الأوفياء».
ولا يخلو الديوان من الحكمة والمسحة الدينية التي تبدت كثيرا في ثنايا الديوان، فتراها متسائلة «ولماذا تاج على رؤوس الأغبياء، فكلنا يعلم أن الحياة فانية، والأيام تتقلب بين فرح وشقاء، والكفن خال من الجيوب، والمال لا يشتري سعادة الأصحاء، ولا يزيد في العمر يوما إن حل الأجل والقضاء». ثم تخلص من دفقاتها الشعرية ولوحاتها الفنية المتماهية في عالم الروح، لتعلن بنفس بصيرة أن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء، وليس المال أو الغنى والطمع متمثلة في ذلك سلفها فيلسوف السعادة والحكمة الشاعر المهجري اللبناني إيليا أبي ماضي إذ يقول: أيها الشاكي الليالي إنما الغبطة فكرة ربما استوطنت الكوخ وما في الكوخ كسره.. وخلت منها القصور العاليات المشمخرة، تلمس الغصن المعرى فإذا في الغصن نضرة، وإذا مست حصاة صقلتها فهي درة… أيها الشاكي الليالي إنما الغبطة فكرة». هكذا تقدم الشاعرة نفسها على شطآن القصيد ثم يأخذها لحن الكلمات لتكتب من وحي الشعر أغانيها التي طالما تغنى بها الكثير من مشاهير الأغنية الكويتية.