أخبار عالمية

السعودية لا تقف متفرجة .. حين قرّر الملك سلمان إرسال وفد رفيع إلى السودان

لم يكن إرسال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وفداً للخرطوم في أعقاب الأزمة المندلعة منذ أشهر بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة إلا إدراكاً من القيادة السعودية بضرورة استقرار السودان الذي تربطه علاقة تاريخية مع السعودية، وشارك جيشه في العمليات العسكرية باليمن لمنع التمدُّد الحوثي، وإعادة الشرعية، وأفنى الجنود السودانيون حياتهم دفاعاً عن شعب اليمن وسجّلوا بطولات دوّنها التاريخ بمداد الذهب، وهذه هي المواقف الراسخة التي تنطلق منها العلاقة بين البلدين الشقيقين، وهذه هي السياسة السعودية منقذةً ومساندةً للدول الصديقة والحليفة، ففي الأزمة الأردنية الأخيرة سارعت الرياض بالوقوف، كذلك ساندت البحرين في ظرفها الاقتصادي وشكّلت تحالفات تجارية للنهوض باقتصاد البلدين.

“الرياض” لا تقف متفرجة

الرياض التي لم تكن يوماً متفرجة على أزمات العالم الإسلامي والعربي، فكيف بالخرطوم البلد الشقيق الذي تشهد علاقته مع السعودية عصورها الذهبية وأقوى علاقاتها السياسية والأخوية؛ ليست فقط على صعيد المصالح التجارية، ومن هنا جاء قرار الملك بإرسال وفد مكوّن من الوزراء: ماجد القصبي؛ ونبيل العامودي؛ ووزير الدولة للشؤون الإفريقية أحمد القطان؛ حتى تمخضت هذه الزيارة عن تقديم قروض بقيمة ٢٣ ملياراً لدعم المشاريع التنموية؛ منها ٨ مليارات للسنوات الأربع المقبلة.

مواقف تاريخية

الرياض التي أسهمت بشكلٍ مباشرٍ في تحالفاتها الدولية وأثّرت في الإدارة الأمريكية حتى تم رفع الحصار الاقتصادي عن السودان عام ٢٠١٧ فتعافى قليلًا بعد حصار فُرض عليه ٢٠ عاماً عانى معه الشعب السوداني شظف العيش وسوء المعيشة والحياة الاجتماعية المتردية تعضدها مواقف أخوية أخرى بعد أن قدّمت الرياض قبل نحو ٣ أعوام دعماً قدره ٥ مليارات للجيش السوداني.

ومن المواقف الراسخة التي تذكرها الصحافة عن الرئيس السوداني الأسبق الراحل عبدالرحمن سوار الذهب؛ نقلًا عن الملك فهد -رحمهما الله جميعاً- قوله: “إن إمكانات المملكة تحت تصرف السودان، وسيقسم الخبز مع الشعب السوداني”.

رغيف يُفجّر الشارع السوداني

وكان انفجار السودان الأخير ونزول المتظاهرين للشوارع بسبب ظروف اقتصادية متراكمة أدت إلى ارتفاع سعر رغيف الخبز من جنيه إلى أعلى، وزيادة الأعباء على السودانيين، وهذا لا يخرج عن سياق العقوبات الأمريكية التي واصلت الضغط على اقتصاد السودان منذ سنوات وزادت مع الأزمة الخانقة التي يعشيها منذ عام ٢٠١١، فشحت السيولة النقدية وضاق الحال بالمواطنين وهتفوا بالإصلاحات الاقتصادية؛ إلا أن الرئيس السوداني عمر البشير؛ تعهد بعمل خريطة طريق وشكّل لجنة لتقصّي الحقائق؛ لكن الاحتجاجات واصلت سيرها وعمّت أرجاء البلاد، ومن المتوقع أن تُسهم المساعدات السعودية في دفع عجلة التنمية والاقتصاد وتسعف المتضرّرين وتساعد في القضاء على شبح غلاء المعيشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى