تستمر 40 يوماً وتنتهي 16 يوليو ويطلق عليها «مربعانية الصيف»
عادل المرزوق: «البوارح» تغلّف الكويت بدءاً من اليوم

تزحزح منخفض الهند الموسمي إلى شبه الجزيرة العربية مكوناً نطاقاً هائلاً من الضغط المنخفض ورياحاً جنوبية شرقية
يمكن مشاهدة عنقود نجوم الثريا صباح 19 يونيو قبل غروب الشمس بنصف ساعة وتؤذن بانتهاء فترة السرايات وموسم «الغلاق» ودخول «القيظ»
قال الخبير الفلكي عادل المرزوق ان منطقة شمال شرق شبه الجزيرة العربية تدخل اليوم الأحد في فترة معروفة ومشهورة بارتفاع درجات الحرارة وتعرف باسم (البوارح)، موضحا أن البوارح فترة رياح تهب في فصل الصيف على منطقة شمال شرق شبه الجزيرة العربية وتستمر مدة (40) يوما خلال الفترة من يوم 6 يونيو حتى 16 يوليو متقلبة الاتجاه وإن كان تسيطر عليها الرياح الجنوبية الشرقية في اغلب الأوقات وتهب هذه الرياح نتيجة وجود منخفض جوي في هذه المنطقة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وتكون هذه الرياح محملة بالغبار في النهار الذي يتطاير مع ارتفاع درجة الحرارة ويترسب في الليل مع انخفاض الحرارة.
واستطرد: هناك من يطلق على فترة البوارح اسم (مربعانية الصيف) لأن مدتها (40) يوما وإن كان هذا الاسم غير مشهور عند عامة الناس بل إن أغلبهم لا يتقبلونه بسبب تشابهه مع فترة المربعانية الباردة التي تبدأ في يوم 7 ديسمبر والتي تدخل بعد انتهاء فترة الوسم.
وزاد: فترة البوارح يرجع سبب وجودها في منطقة شبه الجزيرة العربية الى تزحزح منخفض الهند الموسمي وعبوره منطقة شمال المحيط الهندي وتوجهه نحو وسط شبه الجزيرة العربية فيتكون نتيجة ذلك في هذه المنطقة نطاق هائل من الضغط المنخفض الذي يمتد من السواحل الشرقية وكذلك السواحل الجنوبية للبحر المتوسط ممتدا عبر شبه الجزيرة العربية الى وسط المحيط الهندي وأحيانا يكون هذا المنخفض على شكل بؤر متناثرة تغطي كامل شبه الجزيرة العربية مسببا هبوب رياح جنوبية شرقية فتجعل من الطقس بين غائم وغائم جزئيا، حيث ترفع هذه الرياح الجنوبية من درجات الحرارة ومن نسب الرطوبة بسواحل بحر العرب جنوب شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربي وشواطئ الكويت.
وتابع الخبير الفلكي عادل المرزوق بقوله: للعلم فإن منخفض الهند الموسمي هو منخفض حراري ضخم جدا يبدأ بالتشكل فوق شبه القارة الهندية وجنوب الجزيرة العربية في شهر (4) أو شهر أبريل من كل عام ثم تزداد قوته و تأثيره في شهري يونيو ويوليو فيسيطر على أجواء شاسعة في شبه الجزيرة العربية ويصل في أغلب الأحيان إلى بلاد الشام وتركيا ومصر بل ويمتد تأثيره إلى قارة أوربا، ولذلك فإن الرياح الموسمية وهي عادة تكون في شمال الكرة الأرضية فإن اتجاه حركتها يكون بعكس حركة عقارب الساعة فتندفع الرياح الرطبة والمحملة ببخار الماء إلى أجزاء واسعة من الهند فتسبب تساقط أمطار غزيرة تسمى أمطار (المونسون) أو أمطار (البرصات) وهي أمطار موسمية تسقط هناك في أواخر فصل الربيع وتستمر حتى بداية فصل الخريف أي أن فترة المونسون أو كما تسمى في الهند فترة (البرصات) تمتد من شهر مايو حتى نهاية شهر أكتوبر وهي الفترة المطيرة والمشهورة في الهند.
وقال: عندما تخرج هذه الرياح من داخل شبه القارة الهندية تكون رياحا جافة وحارة جدا بعد أن أسقطت كل أمطارها في داخل شبه القارة الهندية وتتجه هذه الرياح التي أصبحت جافة نحو منطقة شبه الجزيرة العربية حيث يطلق على هذه الرياح التي تأتي من الهند اسم (رياح البوارح) فتسبب هذه الرياح الموجات الحارة في مناطق شرق البحر المتوسط وتركيا وكذلك في بعض أجزاء من القارة الأوروبية وخاصة المناطق الجنوبية والشرقية منها. ثم تبدأ بعد ذلك في الضعف بداية من شهر سبتمبر وتتلاشى تماما ويزول كل أثر لها في شهر أكتوبر. حيث يؤدي هذا المنخفض إلى ارتفاع في درجة الحرارة بشكل كبير في شبه الجزيرة العربية والعراق وكذلك غرب إيران خصوصا على الضفة الشرقية من سواحل الخليج العربي فتتجاوز الحرارة في بعض الأحيان إلى ما فوق (50) درجة مئوية، وهذا الارتفاع العالي في درجة الحرارة يتسبب في تكون ضغط جوي يكون في غاية الانخفاض حيث يصل الضغط الجوي خلال شهر يوليو إلى مستوى (980) مليبار.
وأوضح المرزوق أن هذا المنخفض هو نتيجة ارتفاع درجة حرارة الإشعاع الشمسي القوي الذي يسخن سطح الأرض فتنعكس الحرارة إلى الهواء فيصبح الهواء ساخننا فوق اليابسة فيتكون المنخفض الجوي ويسبب فترة (البوارح) في هذه الفترة حيث تكون الحرارة عالية على اليابسة في شبه الجزيرة العربية فيما تظل المسطحات المائية المجاورة باردة ونلاحظ ذلك بوضوح في المحيط الهندي المجاور لشبه الجزيرة العربية مما يسبب تمدد الهواء وانخفاض كثافته في مناطق اليابسة وبالتالي يتكون منخفض جوي فوق اليابسة وهو (المنخفض الهندي الموسمي).
وبين أن تأثير المنخفض الهندي الموسمي ينتهي عندما يضعف ويفقد مراكزه بدءا من شمال أفريقيا وجنوب أوروبا في شهر سبتمبر من كل عام ويزداد ضعفه إلى أن يتلاشى تماما في شهر أكتوبر وذلك عندما تنخفض درجات الحرارة السطحية التي كانت السبب في تكوينه.
وأضاف: هذا هو بصورة عامة وضع المناخ الذي سبب وجود فترة البوارح والتي تبدأ فلكيا مع طلوع عنقود نجوم الثريا والذي يبدأ في يوم 6 يونيو من كل عام ولكن تصعب مشاهدة عنقود نجوم الثريا في هذا اليوم بسبب حجب أشعة الشمس رؤية هذه النجوم حين تظهر في جهة الشرق في هذا اليوم ولكن يمكن بعد أسبوع واحد من هذا التاريخ مشاهدة عنقود نجوم الثريا في صباح يوم 14 يونيو يمكن مشاهدته قبل شروق الشمس بحوالي نصف ساعة تقريبا فتكون هذه النجوم على ارتفاع 7 درجات فوق الأفق. ومع ظهور مجموعة الثريا النجمية في السماء تنتهي فترة السرايات والتي تسمى أيضا (غيوب الثريا أو كنة الثريا). تدخل بعدها فترة (القيظ) حيث ينتهي (موسم الغلاق) وهو الموسم الذي تمتنع فيه السفن في الماضي من دخول البحر تحاشيا للعواصف التي تسببت في غرق العديد من السفن في بحر العرب أو المحيط الهندي.
وقال: مع انتهاء فترة البوارح تبدأ فترة الرطوبة في الجو والتي يعود سببها إلى هبوب الرياح الجنوبية والتي تعرف في المنطقة باسم (الكوس) والرياح الجنوبية الشرقية والتي تعرف باسم (الكوس المطلعي). وهذه الرياح يكون منشؤها في المحيط الهندي فتتوغل في حركتها إلى داخل شبه الجزيرة العربية ويكون تأثير الرطوبة شديدا في شبه الجزيرة العربية على السواحل المطلة على بحر العرب وكذلك سواحل الخليج العربي فتهب هذه الرياح في فترة زمنية تبدأ من منتصف شهر يوليو حتى نهاية شهر أكتوبر هذه الرياح الجنوبية في هبوبها من منشئها في المحيط الهندي تصطدم بالمرتفعات الجنوبية في سلطنة عمان واليمن المطلة على بحر العرب وكذلك المرتفعات التي تطل على البحر الأحمر والتي تقع في جنوب المملكة العربية السعودية حيث تتشكل السحب الركامية في المنطقة وتؤدي إلى الأمطار الرعدية التي تعرف في الإمارات وعمان باسم (الروايح).