أخبار عالمية

قمة تونس”.. إرث ثقيل وملفات ساخنة تنتظر القادة العرب

تستضيف الجمهورية التونسية في 31 مارس 2019، اجتماعات الدورة العادية الثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وبمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبمشاركة قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.

وتأتي تلك القمة عقب قمة الظهران في أبريل 2019، والتي استضافتها السعودية على ضفاف الخليج العربي، وأطلق عليها خادم الحرمين تسمية “قمة القدس”، في إشارة واضحة وصريحة لمركزية القضية الفلسطينية، وأهميتها للأمة العربية جمعاء، وللتأكيد على الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين.

ومن المنتظر أن تشهد اجتماعات قمة هذا العام مناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وكيفية العمل على المضيّ قدمًا في تدعيم مسيرة العمل والتعاون العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ بما يخاطب الأولويات والرؤى العربية في هذه المجالات، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية للدول والشعوب العربية، ويعزز الجهود الجارية لمواجهة التحديات المشتركة غير المسبوقة التي تواجهها المنطقة العربية خلال الفترة الدقيقة الحالية.

ملفات القمة

20 ملفًا هي حصيلة جدول أعمال قمة تونس؛ بحسب ما صرح به محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، وسيأتي على رأسها: القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، والأزمة في سوريا، والأزمة في ليبيا، والأزمة في اليمن، ودعم السلام والتنمية في السودان، والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، والتدخل التركي في شمال العراق، والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، ودعم الصومال، ومتابعة صيانة الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى بند جديد تم إضافته بدعم من دولة العراق وهو دعم النازحين في العراق.

ويمكن رصد أبرز الملفات المنتظر مناقشتها على طاولة الزعماء العرب من خلال السطور التالية:

القضية الفلسطينية

تظل هذه القضية أحد القضايا العربية المركزية؛ فلا سلام دائم وشامل بدون حل حقيقي وعلاج نهائي لهذا الجرح العربي الغائر، كما تحتل القضية صدارة الاهتمام في الوجدان السعودي قيادة وشعبًا، وليس هناك ما هو أدل على ذلك من قول خادم الحرمين في افتتاح القمة الخليجية الأخيرة: “إن القضية الفلسطينية تحتل الصدارة في اهتمامات المملكة”.

ويأتي الاجتماع السنوي للزعماء العرب، في ظل تطورات خطيرة على الساحة الفلسطينية، تمثلت في تبادل إطلاق الصواريخ والغارات بين غزة وتل أبيب؛ مما ينذر بحرب وشيكة، وكذلك في ظل تسارع وتيرة إعلان بعض الدول عن رغبتها في نقل سفارتها للقدس؛ وهو ما يُضفي شرعية على الاحتلال الإسرائيلي لهذه القطعة الغالية من فلسطين، وما تحتويه من قبلة المسلمين الأولى، ولا يخدم تحقيق السلام في المنطقة؛ بحسب ما أعرب عنه السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، كما يبرز أيضًا بند خطورة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية؛ خاصة بعد الإجراء الذي قامت به إسرائيل مؤخرًا من احتجاز تعسفي لأموال من عوائد الضرائب المستحقة للفلسطينيين.

التدخلات الإيرانية والأزمة اليمنية

ومن بين أبرز الملفات المنتظر مناقشتها واتخاذ قرارات بشأنها، التدخل الإيراني في الشأن العربي؛ ومنها احتلاله للجزر العربية الإماراتية (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى) منذ قرابة نصف قرن؛ فضلًا عن تحويله اليمن السعيد إلى بلد حزين بعد تفشي الأوبئة والعوز والفقر بين أبناء شعبه تحت رايات الانقلاب الحوثي المدعوم من طهران؛ فضلًا عن دعمها المليشيا الحوثية بصواريخ باليستية تهدد أمن السعودية، وتستهدف الآمنين من أبناء شعبها؛ وهو ما يستدعي ضرورة تشديد المجتمع الدولي للعقوبات على طهران ومليشياتها؛ لمنعها من ترويع المدنيين، ووقف نزيف الدم في اليمن.

ويبرز الشق الثاني من الأزمة اليمنية، في تحقيق بنود “اتفاق ستوكهولم” الذي شهد خروقات حوثية عديدة منذ توقيعه في ديسمبر الماضي، وعدم تسليمهم للميناء، وعرقلتهم لعمل المؤسسات الأممية؛ فضلًا عن انتهاك وقف إطلاق النار، مع عدم التزامهم بتطبيق ما تم التوقيع عليه في العاصمة السويدية.

التدخل التركي في شمال العراق

من المنتظر كذلك مناقشةُ التدخل التركي السافر في الشمال العراقي منذ عام 2015 بدون إذن من بغداد؛ بحجة تدريب القوات البيشمركة الكردية، وملاحقة عناصر إرهابية، والقيام بعمليات عسكرية واسعة في المنطقة الشمالية؛ وهو ما يعتبر انتهاكًا واضحًا وصريحًا للسيادة العراقية على كامل أراضيها؛ وهو ما سبق أن وصفه الأمين العام السابق للجامعة العربية بالتدخل “السافر”، كما اعتبرته الأمم المتحدة “خرقًا واضحًا للسيادة العراقية”.

ويرى المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي، أن العمليات العسكرية التركية هي عمليات غير مبررة وفقًا لقواعد القانون الدولي، وتعد عدوانًا بموجب ميثاق الأمم المتحدة؛ معتبرًا أن التدخل العسكري التركي شمال العراق يتبنى قضية البعد القومي التركي، ويرغب في إحياء حلم الدولة العثمانية التي تمتد إلى آسيا الوسطى وإلى البلقان.

تطوير الجامعة العربية

وحتى تحقق الجامعة تطلعات الشعوب العربية، وتكون على قدر التحديات التي تعيشها الأمة؛ فسوف يكون هناك بند لمناقشة ملف تطويرها؛ بحسب ما أكده المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، والذي أشار إلى أن هناك 4 لجان ترفع تقريرها حول هذا الموضوع؛ حيث يتم بحث التطورات بشأن تطوير منظومة الجامعة العربية بناء على مذكرة مقدمة من الأمانة العامة للجامعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى