السفير الثامن بمدينة الضباب .. خالد بن بندر يبدأ مهمته مستلهماً عُمق “مهندس الرؤية”

يحل الأمير خالد بندر بن سلطان؛ سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة؛ ليحمل الرقم 8 في قائمة السفراء السعوديين المعينين في المملكة المتحدة الذي بدأ أولهم عام 1930م، وذلك يؤكّد قوة العلاقات بين المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وهي متجذرة وضاربة في عمق التاريخ، منذ عهد المؤسِّس الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله).
الأمير خالد بن بندر؛ الذي مرت حياته منذ ولادته حتى تسلُّمه اليوم، بمحطات ابتداءً من باريس؛ مسقط رأسه عام 1977، مروراً بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، وانطلاقة دبلوماسية ببرلين، ويعود اليوم إلي عاصمة الضباب لندن سفيراً لخادم الحرمين الشريفين، هكذا يمكن تحديد مسار الأمير خالد؛ عبر هذه المراحل التي رسمت ملامح شخصيته وشكّلتها وعكست ثقافته الواسعة التي أهّلته أن يكون أحد سفراء السعودية، وواجهة مشرّفة لبلاده في أوروبا.
خبرات متمرسة.. حنكة سياسية
الأمير خالد بن بندر؛ ليس جديداً على السلك الدبلوماسي، فسبق أن عُيّن سفيراً في ألمانيا 2017، وهو حفيد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز؛ صاحب المواقف الحازمة والحاسمة، الساكن قلوب العرب والمسلمين عبر الزمان والمكان، ابن عرَّاب العلاقات الأمريكية – السعودية الأمير بندر بن سلطان؛ وخاله عميد الدبلوماسية السعودية وعميد وزراء خارجية العالم الأمير الراحل سعود الفيصل؛ وكذلك سبقه خاله تركي الفيصل المنصب ذاته بين عامَي 2003 و2005 سفيراً في المملكة المتحدة، ووالدته هي الأميرة هيفاء الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود؛ رئيسة جمعية زهرة لسرطان الثدي، وهي عضوة في مجلس أمناء جامعة عفت.. وللأمير خالد؛ شقيقة تكبره بعامين هي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز؛ السفيرة السعودية في واشنطن.
تخرّج الأمير خالد؛ في كلية الدراسات الشرقية من “بيمبروك” في جامعة أكسفورد، وذهب للعمل في الأمم المتحدة في نيويورك، وتخرج في أكاديمية “ساند هيرست” الملكية العسكرية، ثم درس في مدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية قبل العمل لمدة 3 سنوات كمستشار للسفير السعودي في واشنطن، وفي عام 2006 أسَّس شركة “الدايم القابضة”، كذلك شغل الأمير منصب الرئيس التنفيذي في “الدايم بونج لويد”، وهي مشروع مشترك بين “الدايم” و”مجموعة بونج لويد الهندية”.
وشغل الأمير السعودي منصب رئيس “هيرتز لتأجير المعدات” في المملكة العربية السعودية، وممثل المدير العام لشركة “الحماة”، وهي شركة سعودية، ورئيس “بيبلوس العقارية” ومقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
إيمان عميق
يمتلك الأمير خالد؛ عديداً من الرسائل العميقة أيضاً، ومن أبرزها: مقولة والده “لديك أذنان وفم واحد.. يجب أن تستمع أكثر مما تتحدث”.
وعلى المسار الكبير يستلهم -كغيره من الشباب السعودي- عُمق مهندس رؤية الوطن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ يقول في تعبير دقيق للغاية: “الكثير من الناس لديهم رأي حول الأمير محمد بن سلمان؛ دون أن يعرفوه، ومن السهل أن تجد سياساته جريئة، جذرية، سريعة، لكن تذكر أنه تولى منصبه في وقتٍ خطيرٍ للغاية، كنا نندفع نحو الجدار، بسبب النمو السكاني الكبير في العقود القليلة الماضية، كان جيل كامل من الشباب السعوديين على وشك الانضمام إلى اقتصاد بعيد كل البُعد عن تحقيق النمو اللازم والتوظيف وتحقيق تطلعات جميع هؤلاء الشباب”.
وأضاف “عندما تم تعيين الأمير محمد بن سلمان؛ في منصب ولي العهد، كان واضحاً أنه إذا لم نبدأ في تحويل اقتصادنا على الفور، فكلنا سنصطدم بذلك الجدار، لكن ولي العهد عالج أخيراً هذه المشكلات، لقد قام بأشياءٍ كان يحلم بها الشباب هنا منذ سنوات”.
نجاح كبير
وبشأن دور ولي العهد وإنجازاته، يقول الأمير خالد؛ في حماسٍ كبير: “كان أهم نجاح هو التغيير في طريقة تفكيرنا، تقليديا نحن شعب الصحراء، بطبيعتنا كنا شيئاً مثل (الشيوعيين)، ليس سياسياً، بالطبع، لكننا نتقاسم كل شيء، الفرد إذا فكّر في نفسه فقط، فإنه سيعرّض وجود الكل للخطر، ورؤية 2030 وفّرت الكثير من فرص العمل والأعمال التجارية، هناك المزيد من التشجيع للجنسين”.. مردداً: “نحن على عكس الآخرين في الشرق الأوسط، موجودون منذ عام 1932، منذ ما يقرب من 90 عاماً، ونحن واحدة من الدول ذات الأنظمة السياسية الأكثر استقراراً في العالم، علماً أن الثروة النفطية لم تأتِ حتى السبعينيات”.
وكغيره من المبدعين حظي الأمير بثقة خادم الحرمين الشريفين، في القيادات الشابة؛ ليعيّنه سفيراً للمملكة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية بالمرتبة الممتازة، واليوم يُعيّن للعمل سفيراً في المملكة المتحدة في محطةٍ جديدةٍ في واحدة من أهم مراكز التأثير في القرار العالمي.