أخبار المناطق

مهندسو مسبار الأمل.. خلية نحل تعمـل على مدار 24 ساعة

أشبه بخلية نحل، يعملون جنباً إلى جنب، وعلى مدار الساعة وسط الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد في ما بينهم.. أعينهم مثبتة نحو شاشات العرض الكبيرة من دون أن يرمش لهم جفن.. كل منهم يتابع تخصصه في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وذلك مع بدء العد التنازلي لدخول مسبار الأمل للمدار الأولي للمريخ في التاسع من فبراير الجاري، حيث بدأوا في الاتصال مع المسبار على مدى الساعات الأربع والعشرين للتأكد من سير رحلته التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم، لتكون الإمارات خامس دولة عالمياً تنجح في الوصول للكوكب الأحمر.

كفاءات إماراتية شابة تتراوح أعمارها بين 25 و 35 سنة بدأت في تحويل الفكرة إلى حقيقة منذ 7 سنوات لحظة وضع التصاميم الأولية للمشروع مرورا بتنفيذه وتصنيع 600 قطعة على أرض الدولة وإجراء الاختبارات الأولية والنهائية، وحتى نقله إلى اليابان وسط جائحة كورونا، وصولاً إلى لحظة الإطلاق فجر العشرين من يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن صاروخ الإطلاق «إتش 2 إيه»، وحتى أصبح على مشارف المدار الأولي للمريخ، في لحظة سيسجلها التاريخ ليشهد أن أبناء الإمارات تمكنوا من الوصول للمريخ بسواعدهم وعقولهم الفتية، وبدعم لا محدود من القيادة الرشيدة.

«الخليج» التقت عدداً من مهندسي المشروع في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي ولمدة 120 دقيقة، تحدثوا عن كيفية تحويل الحلم إلى حقيقة وسط عمل لا ينقطع، يتواصل على مدار الوقت ليل نهار، وضمن نظام التناوب، وبعضهم يعمل عن بُعد للتحقق من أداء أنظمة المسبار وفق الجدول الزمني المحدد مسبقاً، بل ووضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع أي حالة طوارىء أو عطل يجري إصلاحه في اللحظة ذاتها.
تحليل البيانات
أكد المهندس عمران أحمد الحمادي قائد فريق تطوير مركز البيانات العلمية في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أنه فور استقبال البيانات الأولية في مركز البيانات العلمية من المحطة الأرضية بالخوانيج «نقوم بإدارتها ومعالجتها وتوثيقها وأرشفتها للحصول على بيانات وصور علمية فعالة، حيث أن عملية تحليل البيانات وتوثيقها لا يستغرق أقل من نصف ساعة، الأمر الذي يعني جاهزيتها للفريق العلمي للمشروع في أقل من 30 دقيقة».
وقال إنه بعد حوالي 3 شهور ستتوفر أول حزمة من البيانات للمجتمع العلمي مجانا وعلى مستوى العالم، حيث لا توجد جهة معينة لها أولوية في الحصول على البيانات، بل هي متاحة للجميع.
ولفت إلى أن عدد المهندسين الذين قاموا بتطوير مركز البيانات العلمية يبلغ 7 مهندسين، حيث تم تصميم القسم للعمل بشكل تلقائي من غير الحاجة للوجود البشري، كما أن النظام يعالج البيانات تلقائياً من غير تطلب وجود مهندس للقيام بتلك العمليات.
وأشار إلى أن المهندسين تمثل دورهم في ما سبق بتطوير مركز البيانات العلمية والبرامج المستخدمة لإدارة البيانات ومعالجتها من أجل توفيرها للمجتمع في الوقت القريب، خاصة وأنه متوقع توفر أول صورة من المسبار للمريخ في إبريل المقبل، وذلك بحسب الجدول الزمني المحدد سابقا.
وأوضح الحمادي أنه عند تصميم أي مركبة فضائية، «فإننا نعتمد على مبدأ نظام احتياطي»، حيث أن لمسبار الأمل نظام احتياطي في داخله، وفي حالة تعرضه لأي عطل فني أو تقني، فإنه مباشرة يتم تحويل العمل للنظام الاحتياطي.
وأشار إلى أن أغلب الأعطال عادة تكون برمجية، تتم معالجتها عن طريق الفريق الهندسي والعمليات، من خلال تحديث هذه البرمجيات وإرسالها فورا للمسبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى